إن معظم الناس يعرفون كيفية بناء قوتهم البدنية، ولكن هناك الكثير من التساؤلات حول كيفية تطوير وتحسين القوة الذهنية. وبينما يوجد الكثير من التدريبات التي قد تساعدك لكى تصبح أقوى ذهنيا، فإن هناك ثلاث خطوات هامة لتزيد من قوتك الذهنية.
1- تحدث مع نفسك وكأنها صديق موثوق به.
إن العلماء في معامل التصوير العصبي قاموا بفحص وتقدير عقول البشر، فوجدوا أن كل شخص يتبادر في ذهنه حوالي سبعين ألف فكرة يوميا، وهذا يعنى أن لديك حوالي سبعين ألف فرصة لاستغلالها لتقوية نفسك أو لتحطيمها.
فالأفكار التي تتبادر إلى ذهنك تؤثر بشدة في ردود أفعالك، وفيما تشعر به، وفى التصرفات التي تصدر من قبلك أيضا. أي أنه عندما يتبادر إلى ذهنك شيء ما وتناجي نفسك به فهذا سيتحول إلى تصرف أو رد فعل وسيتحقق. بمعنى آخر: عندما تفكر في أنك لن تحصل على هذه الوظيفة، أو لن يستمع إليك أحد، فهذا الشعور سيتحول بالفعل إلى رد فعل حقيقي، أي أنه لن ينصت لك أحد، وبالتالي لن تحصل على هذه الوظيفة أيضا. لذا حاول أن تجعل الأفكار الإيجابية هي التي تتبادر إلى ذهنك بدلا من هذه الأفكار السلبية. فعندما تلاحظ أنك تفكر في شيء سلبي، مثل قولك: (أنا فاشل، ولن أستطيع تحقيق أي شيء)، فذكر نفسك بأن هذه الافكار وهمية، وليس لها أي أساس من الصحة .
2- تحكم في مشاعرك.
إذا سمحت لمشاعرك بأن تكون هي المسيطرة على حياتك، فهذا سيضعف قوتك الذهنية. فليس هناك ما يعيب تعكر المزاج أحيانا، ولكن الوقوع في أسر المشاعر السلبية هو مستنقع لا يمكن الخروج منه.
كما أن الشعور بالحزن سيتحول إلى شعور بالشفقة على الذات، والغضب الذى بداخلك من الممكن أن يتحول إلى وجع، والقلق الزائد يمكن أن يصبح عجزا شديدا عن التفكير، وسيتحول كل هذا إلى الخوف من الخوض في أية تجربة أو عمل، وهذا سيتحقق إن لم تكن أكثر حرصا على التحكم في مشاعرك.
فالكثير من المشكلات تنبع من الرغبة في تجنب قلق النفس أو إزعاجها بأية مشاكل أو تحديات أو التفكير في أي عمل، وعلى سبيل المثال: هناك الكثير من الناس الذين يخافون الفشل، وغالبا ما يحاولون تجنب أي تحديات أو مغامرات جديدة تقابلهم، وهذا في مقابل أن يشعروا بالطمأنينة وعدم القلق حيال أي شيء، ولكن تجنب مواجهة التحديات يعتبر حلا مؤقتا وقصير المدى، ولكن سيقود هذا الشخص لمشاكل أخرى كثيرة.
طور نفسك وفكرك وكن على وعي بمدى تأثير مشاعرك على حياتك، واتخذ قرارا بأنك أنت الذي سيتحكم بمشاعرك، ولن تتحكم مشاعرك في حياتك بعد الآن. واجه المشاعر القلقة التي تنتابك أحيانا وتحكم في حياتك بنفسك. فكلما دربت نفسك على التغاضي عن المشاعر السلبية كلما أصبحت أكثر ثقة بنفسك. وبالتالي ستزداد قدرتك على مواجهة أي تحديات أو عقبات جديدة.
3- تصرف بإيجابية عند مواجهة أي تحديات أو ظروف صعبة.
من المستحيل أن تشعر أنك متزن ذهنيا عندما تكون محاطا بالعديد من الأفكار السلبية والمدمرة للنفس، والتي تجعلك تخرب أهم مجهوداتك. ولا يزال لدى بعض الناس أفكار عقيمة وغير مثمرة على الإطلاق جعلتهم يتساهلون في أهم قرارات حياتهم. ومن هذه الأفكار الثانوية (الشكوى من رئيس العمل أو الرثاء للذات واستثارة الشفقة أو محاولة التودد والإطراء لأي شخص) كلها تصرفات تبدو غير هامة، ولكنها في الحقيقة تعمل على إضعاف وتخريب اتزانك العقلي والذهني.
كما أن الخوض في مثل هذه التصرفات يؤدي إلى الحصول على نتائج عكسية، وبالتالي لن تصل إلى هدفك المنشود. إن لديك وقت وطاقة محددين في الحياة، لذا لا تكرس هذا الوقت وهذه الطاقة للأشياء التي لا يفعلها الاشخاص المتزنين ذهنيا. أما إذا انخرطت في التفكير السلبى وأصبح في حصار بين هذه الأفكار العقيمة، ستخرج تماما عما تريد وسيؤدى هذا إلى إبطاء تقدمك نحو هدفك.
الوصول إلى حالة الاتزان العقلي
إن كل إنسان لديه القدرة على الوصول إلى حالة الاتزان العقلي. كما في محاولة الوصول لبناء جسدي قوي، فإن هذا يتطلب التفاني والعمل الجاد. وبالمثل في القوة الذهنية مع الممارسة، ستكتسب المزيد من القدرة على معرفة ما تريد، وتنظيم أفكارك وستصبح قادرا على التحكم في مشاعرك، وبالتالي ستتصرف بإيجابية إن واجهت أي ظروف أو عقبات صعبة. وإذا تمكنت من تعلم كيف تجعل عضلاتك الذهنية أكثر مرونة، فإن هذا سيكون هو الطريق للوصول إلى أكبر حافز في حياتك. وبالتالي سيصبح هدفك كهدف الرياضي المثابر أو كالأب الصبور. لذا إن الاتزان العقلي والذهني سيجعلك تصل إلى ما تريد إلى هدفك الذى تسعى له.